αℓ _ αнℓαм
أهلا وسهلا بك فى منتديات αℓ _ αнℓαм
αℓ _ αнℓαм
أهلا وسهلا بك فى منتديات αℓ _ αнℓαм
αℓ _ αнℓαм
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
αℓ _ αнℓαм

αℓ _ αнℓαм
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 مجموعة من افضل الشعراء واجمل واروع ما كتبو

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
GAMAL DIAB
GAMAL DIAB
GAMAL DIAB


عدد المساهمات : 3051
تاريخ التسجيل : 08/02/2011
العمر : 32

مجموعة من افضل الشعراء واجمل واروع ما كتبو Empty
مُساهمةموضوع: مجموعة من افضل الشعراء واجمل واروع ما كتبو   مجموعة من افضل الشعراء واجمل واروع ما كتبو Icon_minitime2011-03-08, 12:30 pm

مجموعة من افضل الشعراء واجمل واروع ما كتبو

مجموعة من افضل الشعراء واجمل واروع ما كتبو 2meo2f7

الأصبهاني

يا ناظراً أودَعَ قلبي الـهوَى * كَوَيتَ بالصّدّ الحَشا فاكتَوَى
ويا قضِيباً ناعِماً في نَقاً * أحسّ رِيخاً فانثنى واستَوى
إرحَمْ مُحِبّاً عادَ في غَيّه * مِن بعدِ قِيلَ صَحا وارعوَى
قد كتَبَ الدّمعُ عَلى خدّه: * هذا حَبيسٌ في سبيلِ الـهوَى
ما نلتُ منه نائلاً غيرَ أن * وافَق كُمّي كُمَّه فالتَوَى

**********

دع حب أول من كلفت به * ما الحب إلا للحبيب الآخر
ما قد تولى لا ارتجاع لطيبه * هل غائب اللذات مثل الحاضر

**********

الحصري القيرواني

يا من جحدت عيناه دمي * وعلى خديه تودره
خداك قد اعترفا بدمي * فعلام جفونك تجحده
إني لأعيذك من قتلي * وأظنك لا تتعمده
ما ضرك لو داويت ضني * صب يدنيك وتبعده
يا أهل الشوق لنا شوق * بالدمع يفيض مورده
يهوى المشتاق لقاءكمو * وصروف الدهر تبعده
ما أحلى الوصل وأعذبه * لولا الأيام تنكده
مُطاعَةُ اللّحْظِ في الـألحاظِ مالِكَةٌ * لمُقْلَتَيْها عَظيمُ المُلْكِ في المُقَلِ

**********

العباس بن الأحنف

إنْ ساء فِعْلُكِ بِي فَما ذَنبي أنا * حَسْبُ المُتَيَّمِ أنّهُ قَدْ أحْسَنَا
لم أسْلُ حتى كانَ عُذْرُكِ في الذي * أبْدَيْتِهِ أخْفَى وَعُذْرِي أبْيَنَا
وَلَقد شَكَوْتُكِ بالضَّميرِ إلى الـهوى * وَدَعَوْتُ مِنْ حَنَقٍ عليكِ فأمّنا
مَنّيتُ نَفسي من وَفائِكِ ضَلّةً * وَلَقَدْ تَغُرّ المَرْءَ بَارِقَةُ المُنَى

**********

يا قَاطِعاً حَبْلَ وُدّي * وَوَاصِلاً حَبْلَ صَدّي
وَسَالِياً لَيْسَ يَدرِي * بِطُولِ بَثّي وَوَجْدِي
لَوْ كَانَ عِنْدَكَ مني * مِثْلُ الذي مِنكَ عِنْدِي
لَبِتَّ بَعْدِيَ مِثْلي * وَبِتُّ مِثْلَكَ بَعْدِي

**********

أؤمكم حتى إذا ما رجعتمو * أتاني صدود منمو وتجنب
فإن ساءكم ما بي من الصبر فارحموا * وإن سركم هذا العذاب فعذبوا
فأصبحت فيما كان بيني وبينكم * احدث عنكم من لقيت فيعجب
وقد قال لي ناس تحمل دلالها * فكل صديق سوف يرضى ويغضب
وإني لأقلى بذل غيرك فاعملي * وبخلك في صدري ألذ وأطيب
فإني أرى من أهل بيتك نسوة * شبين لنا في الصدر نارا تلهب
عرفن الهوى منا فأصبحن حسدا * يخبرن عنا من يجئ ويذهب
وإني ابتلاني الله منكم بخادم * يبلغكم عني الحديث ويكذب
ولو أصبحت تسعى لتوصل بيننا * سعدت وأدركت الذي كنت أطلب
وقد ظهرت أشياء منكم كثيرة * وما كنت منكم مثلها أترقب
عرفت بما جربت أشياء جمة * ولا يعرف الأشياء إلا المجرب
ولي يوم شيعت الجنازة قصة * غداة بدا البدر الذي كان يحجب
أشرت إليها بالبنان فأعرضت * تبسم طورا ثم تزوي فتقطب
غداة رأيت الهاشمية غدوة * تهادى حواليها من العين ربرب
فلم أر يوما كان أحسن منظرا * ونحن وقوف وهي تنأى وتندب
فلو علمت " فوز " بما كان بيننا * لقد كان منها بعض ما كنت أرهب
ألا جعل الله الفدا كل حرة * " لفوز " المنى إني بها لمعذب
فما دونها في الناس للقلب مطلب * ولا خلفها في الناس للقلب مذهب
وإن تك " فوز " باعدتنا وأعرضت * وأصبح باقي جبلها يتقضب
وحالت عن العهد الذي كان بيننا * وصارت إلى غير الذي كنت أحسب
وهان عليها ما ألاقي فربما * يكون التلاقي والقلوب تقلب
ولكننى والخالق البارئ الذي * يزار له البيت العتيق المحجب
لأستمسكن بالود ما ذر شارق * وما ناح قمري وما لاح كوكب
وأبكي على فوز بعين سخينة * وإن زهدت فينا نقول : سترغب
ولو أن لي من مطلع الشمس بكرة * إلى حيث تهوى بالعشي فتغرب
أحيط به ملكا لما كان عد لها * لعمرك .. إني بالفتاة لمعجب

**********

أزين نساء العالمين أجيبي * دعاء مشوق بالعراق غريب
وإني لأستهدي الرياح لسلامكم * إذا أقبلت من نحوكم بهبوب
أرى البين يشكوه المحبون كلهم * فيا رب قرب دار كل حبيب

**********

الغازي

أيّهَا الغَازِي الّذِي يَغْـ * ـزُو بجَيْشِ الحُبّ جِسْمي!
مَا يَقُومُ الـأجْرُ في غَزْ * وِكَ لِلرّوم بِإثْمِي!

**********

الْوَرْدُ في وَجْنَتَيْهِ * وَالسِّحْرُ في مُقْلَتَيْهِ!
وَإنْ عَصَاهُ لِسَاني * فَالقَلْبُ طَوْعُ يَدَيْهِ!
يَا ظَالِماً لَسْتُ أدْرِي * أدْعُو لَهُ أمْ عَلَيْهِ!
أنَا إلى اللـهِ مِمّا * دُفِعْتُ مِنْكَ إلَيْهِ!

**********

المتنبي

أجابَ دَمعي وما الدّاعي سوَى طَلَلِ * دَعَا فَلَبّاهُ قَبلَ الرَّكبِ وَالإبِلِ
ظَلِلْتُ بَينَ أُصَيْحابي أُكَفْكِفُهُ * وَظَلّ يَسفَحُ بَينَ العُذْرِ وَالعَذَلِ
أشكُو النّوَى ولـهُمْ من عَبرَتي عجبٌ * كذاكَ كنتُ وما أشكو سوَى الكِلَلِ
وَمَا صَبابَةُ مُشْتاقٍ على أمَلٍ * مِنَ اللّقَاءِ كمُشْتَاقٍ بلا أمَلِ
متى تَزُرْ قَوْمَ مَنْ تَهْوَى زِيارَتَهَا * لا يُتْحِفُوكَ بغَيرِ البِيضِ وَالـأسَلِ
وَالـهَجْرُ أقْتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ * أنَا الغَريقُ فَما خَوْفي منَ البَلَلِ
مَا بالُ كُلّ فُؤادٍ في عَشيرَتِهَا بهِ * الذي بي وَما بي غَيرُ مُنتَقِلِ
بالبين والهجران ، فيا * لفؤادي ، كيف تجلده
تَشَبَّهُ الخَفِراتُ الآنِسَاتُ بهَا * في مَشيِهَا فيَنَلنَ الحُسنَ بالحِيَلِ
قَدْ ذُقْتُ شِدّةَ أيّامي وَلَذّتَهَا فَمَا * حَصَلتُ على صابٍ وَلا عَسَلِ
وَقَد أراني الشبابُ الرّوحَ في بَدَني * وَقد أراني المَشيبُ الرّوحَ في بَدَلي

**********

يا سُؤلَ نَفْسِي إنْ أُحَكَّم * وَاختْيارِي إنْ أُخَيَّرْ
كَمْ لامَني فِيكَ الحَسُودُ * وَفَنّدَ الوَاشِي فَأكْثَرْ
يبين لي البدر الذي لا أريده * ويخفين بدرا ما إليه سبيل
قالوا: تَغَيَّرَ بِالسّلُوّ * وَبِالمَلاَمَةِ قَدْ تَعَيَّرْ
وما عشت من بعد الأحبة سلوة * ولكني للنائبات حمول
وَتَوَهّمُوكَ جَنَيْتَ ذَنْباً * بِالتّجَنّي لَيْسَ يُغْفَرْ
وَبِزَعْمِهِمْ أنْ لَيسَ مِثلي * في الرّضَى بِالدُّونِ يُعْذَرْ
لَمْ يَعْلَمُوا أنّ الـهَوَى * رِقٌّ وَأنّ الحُسْنَ أحْمَرْ

**********

أيّها البَدرُ الّذِي * يَمْلـأُ عَيْنَيْ مَنْ تَأمّلْ
حْمّلَ القَلْبُ تَبَارِيحَ * الـتّجَنّي فَتَحَمّلْ
كتبت كتابي ما أقيم حروفه * لشدة إعوالي وطول نحيبي
لَيْس لي صَبْرٌ جَمِيلٌ * غَيْرَ أنّي أتَجَمّلُ
ثُمّ لا يَأسَ فكَمْ قَدْ * نِيلَ أمْرٌ لَمْ يُؤمَّلْ
وأسألها حمل السلام إليكم * فإن هي يوما بلغت فأجيبي

**********

بشار بن برد

رِيقُ سُعْدَى يابْنَ الدُّجَيْلِ الشِّفَاءُ * فَاسْقِنِيهِ لكلِّ دَاء دوَاءُ
نَامَ عَنِّي صَحْبِي ولاَ أعْرِفُ النَّو م * َ بعَيْنِي قَذًى وبالقَلْبِ دَاءُ
ويقُولُ الوُشَاةُ: أحْبَبْتَ سُعْدى * صَدَقُوا والجَلِيلِ حُبِّي عَيَاءُ
لا أرَانِي أعيشُ قَدْ ظَعَنَ الحِبُّ * وحَفَّتْ بُيُوتِي الـأَعْدَاءُ
ذَهَبَ النَّاصِحُ الشَّفِيقُ وأمْسَى * جَارَ بَيْتِي البَغِيضُ هَذَا البَلاَءُ
جَاوَرَتْنَا كَالماء حِيناً فَلَمَّا * فارَقَتْ لَمْ يكُنْ لِحَرَّانَ ماءُ
فَصِلِ اللَّيْلَ بِالنَّهَارِ إِلَى أحْوَر * َ فِيهِ تَعَرُّضٌ والتِوَاءُ
واسْتَرِحْ بالحَبِيبِ فِيمَا تُلاَقِي * كلُّ شَيْءٍ سِوَى الحَبِيبِ عَنَاءُ
ويقُولُ الطَّبِيبُ: في رَحْمَةِ اللَّهِ * غَنَاءٌ ولَيْسَ عِنْدِي غَنَاءُ
أمَمٌ مَا سَلِمْتِ فَقْدُ فَقِيدٍ * أيُّ نَفْسٍ صَفَا لـها ما تَشَاءُ
لَيْسَ يَبْلَى بالصَّبْرِ عَنْهُ وَفِي طُو * لِ زَمَانٍ يَأتِي عَلَيْك عَزَاءُ
نَصَبُ الحَادِثَاتِ غَيْرُ سَلِيم * كلُّ كأسٍ لَهُ بهَا أقْذَاءُ

**********

مِنَ الْمَشْهُورِ بالْحُبِّ * إِلَى قَاسِيَةِ الْقَلْبِ
سَلاَمُ اللّه ذِي الْعَرَشِ * عَلَى وَجْهِكِ يَا حِبِّي
فَأمَّا بَعْدُ يَا قُرَّ * ةَ عَيْنِي وَمُنَى قَلْبِي
وَيَا نَفْسِي التِي تَسْـ * ـكُنُ بَيْنَ الْجَنْبِ والْجَنْبِ
لَقَدْ أنْكَرْتُ يَا «عَبْدَ» * جَفاءً مِنْكِ فِي الْكُتْبِ
أعَنْ ذَنْبٍ وَلاَ واللَّهِ * مَا أحْدَثْتُ مِنْ ذَنْبِ
وَ لاَ وَاللَّه مَا فِي الشَّرْ * قِ مِنْ أنْثَى وَلاَ الْغَرْبِ
سِوَاكِ اليوم أهواها * على جِدّ ولا لِعْبِ

**********

يَا صَاحِ كِلْنِي إِلَى بيْضاءَ مِعْطَار * ِ وَارْفُقْ بِلَوْمِي فَمَا في الحُبِّ مِنْ عَارٍ
لاَ تَكْوِنِي إِنَّ قَلْبِي لوْ تُعَاتِبُهُ * عَنْ حُبِّ عَبْدَةَ كَالمَكْوِيِّ بالنَّارِ
طَرْفِي وَسَمْعِي شهِيدَاهَا عَلَى * بَصَرِي بِالرِّقِّ وَنَفْسِي ذَاتُ إِقْرَارِ
فِي الْحَيِّ مِنْ سَرَوَاتِ الْحَيِّ جَارِيَة * ٌ رَيَّا التَّرَائِبِ فِي طَوْقٍ وَأسْوَارِ
حَوْرَاءُ في مُقْلَتَيْهَا حِينَ تُبْصِرُها * سِحْرٌ مِنَ الْحُسْنِ لاَ مِنْ سِحْرِ سَحَّار
كَأَنَّها الشَّمْسُ قَدْ فَاقَتْ مَحَاسِنُهَا * مَحَاسِنَ الشَّمْسِ إِذْ تَبْدُو لإِسْفَارِ
الشَّمْسُ تَدْنُو وَلاَ تَصْطَادُ نَاظرَهَا * وَلوْ بَدَتْ هِي صَادَتْ كُلَّ نَظَّارِ
ولو تَرَاهَا إِذَا ألْقَتْ مَجَاسِدَهَا * وَأبْرَزَتْ عَنْ لَبَانٍ غَيْرِ خَوَّارِ
حَسِبْتَهَا فِضَّةً بَيْضَاءَ فِي ذَهَبٍ * يَا حُسْنَهَا فِضَّةً فِي مُذْهَبٍ جَار
كَأَنَّ رِيقَتَهَا صَهْبَاءُ صَافِيَةٌ * يَا حُسْنَهَا فِضَّةً فِي مَذْهَبٍ جَار
مَا بَالُ عَبْدَةَ عَنِّي الْيَوْمَ صَابِرَةً * وَلَسْتُ عَنْهَا وَإِنْ شَطَّتْ بصَبَّار
عَشِقْتُ فَاهَا وَعَيْنَيْهَا وَرُؤْيَتَهَا * عِشْقَ الْمُصَلِّينَ جَنَّاتٍ لـأَبْرَار
فَالعَيْنُ مِنِّي عن النِّسْوَانِ صَائِمَةٌ * حَتَّى يَكُونَ على الْحَوْرَاءِ إِفْطَارِي
لاَ شَيْءَ أحْسَنُ مِنْهَا يَوْمَ قُلْتُ لَهَا * فِي خَلْوَةِ الْعَيْنِ مِنْ وَاشٍ ومِغْيَار
يَا عَبْدَ لاَتَقْتُلِينِي إِنَّنِي رَجُلٌ * إِنْ تُطْلَبِي بِدَمِي لاَتَسْبِقِي ثَارِي
ولَوْ تَحَرَّجْتِ مِنْ قَتْلِي بِلاَ تِرَةٍ * لَمْ تَقْتُلِينِي جِهَاراً غَيْرَ إِسْرَارِ
قَالَتْ وَلاَ ذَنْبَ لِي إِنْ كُنْتُ جَارِيةً * قَدْ خَصَّنِي بِالْجَمَالِ الْخَالِقُ الْبَاري

**********

لم يَطُلْ ليلي ولكن لم أَنَم * ونَفَى عنّي الكَرى طيفٌ أَلمّ
وإِذا قلت لـها جُودي لَنَا * خرجَتْ بالصَّمْتِ عن لا ونعم
نَفِّسي يا عَبْدَ عَنِّي واعلَمِي * أَنني يا عَبْدَ من لحْم وَدَم
إِنَّ في بُرْدَيَّ جسماً ناحِلاً * لو تَوَكَّأتِ عليه لانْهَدم
خَتَم الحُبُّ لـها في عُنُقِي * مَوْضِع الخَاتَم من أَهل الذِّمم
فاهجر الشوقَ إلى رؤيتها * أيّها المهجورُ إِلاَّ في الحُلُمْ
حدثيني عن كتابٍ جَاءنَي * منك بِالذّمِّ ومَا كنتُ أُذَمْ

**********

دعبل بن علي الخزاعي

يُشفَى غَليلُكَ في الدِّيارِ بِقدرِ ما * فاضَتْ بِهَا مِن مُقلَتَيْكَ نُجوم
فإذا انْقَضَتْ حُرقُ البُكا عادَ الـهوى * وترادَفتْكَ مَعَ الْهُمُومِ هُمُومُ
يُشفَى غَليلُكَ في الدِّيارِ بِقدرِ ما * فاضَتْ بِهَا مِن مُقلَتَيْكَ نُجوم
فإذا انْقَضَتْ حُرقُ البُكا عادَ الـهوى * وترادَفتْكَ مَعَ الْهُمُومِ هُمُومُ

**********

كشجم

حِبُّكَ الزائرُ في وقتِ السّحَرْ * أسفَرَ الصبحُ بهِ حينَ سَفَرْ
قَد بعثناهُ لكي يُجلَى بهِ * واضحٌ كالؤلؤِ الرَّطْبِ أَغَرْ
طابَ منهُ العُرْفُ حتَّى خلتُهُ * كانَ من ريقكَ يسقى في السحَرْ
ليتني المهدي وَمَرْوَى * عطَشِي بَرْدُ أنيابكَ في كلِّ سَحَرْ
وأما واللّهِ لو يعلمُ ما * حظُّهُ منكَ لـأَثْنَى وشَكَرْ
__________________
أبو صخر الهذلي

هَلاّ رَثَيْتِ لِمُسْتَهَامٍ مُغْرَمِ * أعَلِمْتِ مَا يَلْقَاه أمْ لمْ تَعلَمي

**********

أما والذي أبكى وأضحك ، والذي * أمات وأحيا ، والذي أمره الأمر
لقد كنت أتيها وفي النفس هجرها * بتانا لأخرى الدهر ما طلع الفجر
فما هو إلا أن أراها فجاءة * فأبهت لا عرف لدي ولا نكر
وأنسى الذي قد كنت فيه هجرتها * كما قد تنسى لب شاربها الخمر
تكاد يدي تندى إذا ما لمستها * وينبت في أطرافها الورق الخضر
وإني لتعروني لذكراك هزة * كما انتقص العصفور بلله القطر
فيا حب ليلى قد بلغت بي المدى * وزدت على ما ليس يبلغه الهجر
ويا حبها زدني جوى كل ليلة * ويا سلوة الأيام موعدك الحشر

**********

إسحق بن ابراهيم الموصلي

أخاف عليه العين من طول وصلها * فأهجرها الشهرين خوفا من الهجر
وما كان هجراني لها من ملامة * ولكني أملت عاقبة الصبر
أفكر في قلبي بأي عقوبة * أعاقبه فيكم لترضوا فما أدري
سوى هجركم والهجر فيه دماره * فعاقبته فيكم من الهجر بالهجر
فكنت كمن خاف الندى أن يبله * فعاذ من الميزاب والقطر بالبحر

**********

أغمِدْ عنِ المُهجاتِ سَيْفَ الناظِر * فلقَدْ فَتَرْنَ مِنَ اللحَاظِ الفاَتِرِ
كَيْفَ اعتَدَلْتَ مَعَ اعتِدالِ الغُصْنِ * في حَرَكَاته وفعلْتَ فِعْلَ الجَائِرِ
وَعَلِمْتُ إِثمَ السحْرِ حينَ ذَمَمْتَه * وأرَاكَ مُتَّخِذاً أَدَاةَ السَّاحِرِ
يا شاعِراً في طَرْفِهِ وبَهائِهِ * وجَمالـهِ عَذَّبتَ قَلْبَ الشاعِرِ!

**********

كَمْ يَتَمَادَى لَيْليَ الـأطْوَلُ * كم يَتبارَى دَمْعِيَ المُسْبَلُ!
يا طُولَ هَجْرٍ مالَه آخِرٌ * منكَ لِعَتْبٍ ما لَهُ أوَّلُ
يا غافِلاً عنيَ ما لي أَرَى * طرْفَكَ عَنْ قَتْليَ لايَغْفَلُ
أرَاكَ لا تَنفَكُّ ذَا فَرْعَة في * النَّوْمِ مِنْ كثرةِ مَنْ تَقتُلُ

**********

الـهَوَى ظالِمٌ وأنتَ ظَلُومُ * كيفَ يَقْوَى عليكُما المَثْلُومُ!
لِلـهَوَى جُرْأَةٌ ومِنْكَ صُدودٌ * ليسَ لي منكما مُحِبٌّ رَحِيمُ
قَدْ بَرَاني الـهَوَى ودَلَّه عَقْلي * حَلَّ بي منكما البَلاءُ العَظِيمُ
إنَّما يَعرِفُ السُّهَادَ وطُولَ اللَّيْـ * ـلِ مَنْ حَبْلُ وَصْلِه مَصْرُومُ

**********

ظَني بهِ حَسَنٌ لَوْلا تَجنيهِ * وأنَّه ليسَ يَرْعَى حَقَّ حُبيهِ
لم يُلْهِني عَنْهُ ما ألـهَاهُ بَلْ عَذُبَتْ * عِندي الصَّبابَة إذْ جُرعتُها فِيهِ
عَفَّتْ محاسِنُه عِندي إساءَتَه * حَتَّى لقَدْ حَسُنَتْ عَندي مَساويهِ
هذا مُحِبُّكَ أدمَى الشَّوْقُ مُهْجَتَهُ * فكيفَ تُنْكِرُ أنْ تَدْمَى مآقيهِ!

**********

ابن الرومي

نَصَبَتْ حبائلَ حسنها فأصطدنَني * ثم انتحتْ قلبي بنَبْلِ عذابها
هل في الشريعة نصُب صيدٍ حاصلٍ * للنَّبل تُرشقه يدٌ بصيابها
صدٌّ وهجرانٌ وطولُ تعتُّبٍ * وأشدُّ منهُ ضنُّها بعتابها
ما بالُها سيفاً عليَّ مسلَّطاً * ولقد أتيتُ محبتي من بابها
يا ربِّ إنْ وجبَ العقابُ فوقِّها * بي من عقابِ ذنوبها وحسابها

**********

ابن المعتز

أهلاً وسهلاً? بمن في النّوم ألقاها * وحبّذا طيفُها لو كان آتاها
يا حبّذا شَعَثُ المِسواكِ من فمِها * إذا سَقَتْهُ عُقاراً من ثَناياها

**********

ابن زيدون

عَاودتُ ذِكْرَى الـهوَى من بعد نسيانِ * وَاستحدثَ القَلبُ شَوْقاً بعد سُلْوَانِ
مِنْ حُبّ جارِيَةٍ يَبْدو بها صَنَمٌ * مِنْ اللُّجَينِ عَلَيْهِ تاجِ عِقْيَانِ
غَرِيرَةٌ لَمْ تُفَارِقْها تَمَائِمُها * تَسبي العُقولَ بساجي الطّرفِ وَسنانِ
لـأسْتَجِدّنُ في عِشقي لـها زَمَناً * يُنْسِي سَوَالِفَ أيّامي وَأزْمَاني
حتى تكُونَ لمَن أحبَبتُ خَاتِمَةً * نَسَختُ في حُبّها كُفراً بإيمانِ

**********

أضحى التنائي بديلا من تدانينا * وناب عن طيب لقيانا تجافينا
وقد نكون وما يخشى تفرقنا * فاليوم نحن وما يرجى تلاقينا
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا * شوقا إليكم ولا جفت مأقينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت * سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
ليسق عهدكمو عهد السرور فما * كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
ليسق عهدكمو عهد السرور فما * كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
ولا استفدنا خليلا عنك يشغلنا * ولا اتخذنا بديلا منك يسلينا

**********

ابن عبد ربه الأندلسي

فُؤادِي رَمَيْتَ وَعَقْلي سَبيتْ * وَدَمْعي مَرَيْتَ ونَوْمِي نَفَيْتْ
يَصُدُّ اصْطِباري إذَا مَا صَدَدْتَ * وَيَنْأى عَزائي إذَا مَا نَأَيْتْ
عَزمتُ عَليكَ بِمجرى الرِّياحِ * وَمَا تَحْتَ ذلكَ مِمَّا كَنَيْتْ
وَتُفَّاحِ خَدٍّ? ورُمَّانِ صَدْرٍ * وَمَجْناهُما خَيرُ شَيءٍ جَنَيْتْ
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا * يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
تُجدِّدُ وَصْلاً عَفا رَسْمُهُ * فَمِثْلُكَ لمَّا بَدا لي بَنَيْتْ
على رَسْمِ دَارٍ قِفارٍ وَقَفْت * وَمِن ذِكرِ عَهدِ الحبيبِ بَكَيْتْ
والله ما طلبت أهواؤنا بدلا منكم * ولا انصرفت عنكم أمانينا

**********

ابو العتاهية

أحمَدٌ قالَ لي ولم يَدرِ ما بي: * أتحبُّ الغّداةَ عُتبَةَ حَقَّا
فتَنَفّسْتُ ثمّ قلتُ: نعم! حبّاً * جرَى في العروقِ عِرقاً فعِرْقَا
لو تجسّينَ يا عُتبَةُ قَلبي * لوَجَدْتِ الفُؤادَ قرْحاً تَفَقّا
قد لَعَمري مَلّ الطّبيبُ وملّ الـ * ـأهْلُ منّي ممّا أُقاسي وألقَى
ليتَني مُت فاسترَحتُ فإنّي * أبَداً ما حَيِيتُ منها مُلَقّى

**********

أعْلمتُ عُتبةَ أنَّني * منها على شَرَفٍ مُطِلُّ
وشكَوْتُ ما ألقَى إلَيها * والمَدامعُ تَستَهِلُّ
حتى إذا برِمَتْ بِنا * أشكو كمَا يَشكُو الـأقَلُّ
قالتْ: فأيُّ النّاسِ يَعْـلمُ * ما تقولُ فقلتُ: كلُّ

**********

ابو تمام

ذكرتُكِ حتَّى كِدْتُ أنساك لِلَّذي * توقّدُ مِنْ نيرانِ ذِكْرَاكِ في قَلْبي
بَكيتُكِ لَمَّا مَثَّلَ النأْيُ بالـهَوَى كأَنْ * لم يُمثلْ بي صُدودُكِ في القُرْبِ
وهَلْ كانَ لي في القُرْبِ عندك راحَةٌ * ووَصْلُكِ سَهْمُ البَيْنِ في الشرقِ والغَربِ?
بَلَى كانَ لي في الصَّبْرِ عنك مُعَوَّلٌ * ومَنْدُوحَةٌ لولا فُضُوليَ في الحُب

**********

قال الوُشَاةُ بَدَا في الخَد عارِضُه * فقُلْتُ لا تُكثرواما ذاكَ عائِبُهُ
لمَا استقَلَّ بأرْدَافٍ تُجاذِبُهُ * واخضَرَّ فوقَ جُمان الدُّ ر شَارِبُهُ
وأقْسَمَ الوَرْدُ ايمَاناً مُغَلَّظَةً * ألاّ تُفارِقَ خَدّيْهِ عجائِبهُ
كَلَّمتُه بِجفُونٍ غيرِ ناطِقَةٍ فكانَ * مِنْ رَده ما قالَ حاجِبُه
الحُسْنُ مِنهُ على ما كنتُ أعهَدُهُ * والشَّعْرُحِرْزٌلـه مِمَّنْ يُطالِبُهُ
أحلَى وأحسَنُ ما كانَتْ شَمَائلَهُ * إذْلاَحَ عارِضُه واخضَرَّ شارِبُهُ
وصَارَ مَنْ كان يَلْحَافي مَوَدّتِهِ * إِن ْسِيلَ عني وعنْه قالَ صاحبُهُ

**********

ابو نواس

اللـهُ موْلى دَنانِيرٍ وموْلائي * بِعينِهِ مَصْبحي فيها وَمَمسائي
صَلِيتُ مِن حُبّها نارينِ واحدةً * بينَ الضّلوعِ وأُخرَى بينَ أحشائي
وَقد حَمَيتُ لساني أن أُبِينَ بهِ * فَما يُعَبّرُ عَنّي غَيرُ إيمَائي
يا وَيْحَ أهْليَ أبْلى بَينَ أعيُنِهِمْ * على الفِراشِ وَما يَدرونَ ما دائي
لوْ كان زُهدكِ في الدّنيا كزهدكِ في * وَصْلي مَشيْتِ بلا شَكٍّ على الماءِ

**********

تمنّاهُ طَيْفي في الكرَى فتعتّبَا * وقبّلْتُ يوماً ظِلّهُ فَتَغَيّبَا
وقالوا لـهُ: إنّي مرَرْتُ ببابِهِ * لـأسْرِقَ منه نَظْرَةً فتحجّبَا
ولوْ مرّ نفْحُ الرّيح من خلْفِ أُذْنهِ * بذِكْرِي لسبّ الرّيحَ ثمّ تغضّبا
وما زَادَهُ عندي قَبيحُ فَعالـه * ولا السّبُّ والإعرَاضُ إلاّ تحَبُّبَا

**********

في الحبِّ رَوْعاتٌ وتعذيبُ * وفيه يا قومُ الـأعاجيبُ
من لمْ يذق حبّاً فإني امرُؤ * عندي من الحبّ تجاريبُ
علامَةُ العاشقِ في وجْهِهِ * هذا أسيرُ الحبّ مكتوبُ
وللـهَوَى فيّ صيودٌ عَلى * مدْرَجَةِ العشّاقِ منصُوبُ
حتى إذا مرّ محبّ به * والْحَيْنُ للإنْسانِ مجْلوبُ
قال لـهُ والعَينُ طمّاحَةٌ * يلْهو بهِ والصّبرُ مغلوبُ
ليس لـهُ عَيبٌ سوى طيبه * وَابأبي مَنْ عَيبهُ الطّيبُ
يسبّ عرْضي وأقي عرْضَه * كذلك المحبوبُ مسبوبُ

**********

ألا يا قمرَ الدّارِ * ويا مِسْكةَ عطّارِ
ويا نفْحَةَ نسرِينٍ * ويا وَرْدَةَ أشجارِ
ويا ظِلّةَ أغْصَانٍ * على شاطىءِ أنهارِ
ويا كعبيْنِ من عاجٍ * ويا طُنْبُورَ شُطّارِ
ويا عرْشَ سُليمان * إذا همّ بأسْفارِ
ويا مزْمورَ داودَ * إذا يُتْلى بأسْحَارِ
ويا كعبةَ بيت اللّـ * ـهِ ذا ركْنٍ وأسْتارِ
لقد أصْبحْتُ من حُبّـ * ـكَ بين الخلدِ والنارِ!

**********

تَمّتْ وتمّ الحسنُ في وَجهِها * فكُلّ شيءٍ ما خَلاها محالْ
للنّاسِ في الشَّهْرِ هِلالٌ ولي * في وَجهِها كلَّ صَباحٍ هِلالْ

**********

ما هَوىً إلاّ لَهُ سَبَبُ * يَبْتَدي منْهُ وينْشَعِبُ
فَتنَتْ قلبي مُحجّبَةٌ * وجهُها بالحسنِ مُنتقِبُ
حَليتْ? والحسنُ تأخذُه * تَنْتَقي منْهُ وتَنتخِبُ
فَاكتسَتْ منْه طَرائفَه * واستزَادتْ فضْلَ ما تهبُ
فهْي لو صَيّرتَ فيه لـها * عَوْدَةً لمْ يَثْنِها أرَبُ
صَارَ جِدّاً ما مَزَحْتُ به * رُبّ جدّ جَرّه اللعِبُ

**********

يا عاقد القلب عني * هلا تذكرت حلا
تركت مني قليلا * من القليل أقلا
يكاد لا يتجزا * أقل في اللفظ من (لا)

**********

مازادني نظري يا من سُررت به * إليك إلا اشتياقاً فوق ما أجِد
حَجَبْتَ لما حُجْبت- النوم عن بصري * وخانني في هواك الصبر والجلدُ
رأيت حظي من الدنيا وإن حَسُنَتْ * لغيرنا فيك حظاً عابه النكد
فالحمد للـه ما ينفكُّ من كَمَدٍ * قلبي عليك فقد أودى بيَ الكمدُ

**********

أتاني عنك سبك لي فسبى * أليس جرى بفيك أسمى ؟ فحسبي
وقولي ما بدا لك أن تقولي * فماذا كله إلا لحبي
قصاراك الرجوع إلى وصالي * فما ترجين من تعذيب قلي ؟
تشابهت الظنون عليك عندي * وعلم الغيب فيها عند ربي
__________________
بشار بن برد

وجارية خلقت وحدها * كأن النساء لديها خدم

دوار العذارى إذا زرنها * أظفن بحوراء مثل الصنم

يظللن يمسحن أركانها * كما يمسح الحجر المستلم

وبيضاء يضحك ماء الشباب * في وجهها لك أو تبتسم

ظمئت إليها فلم تسقني * برى ولم تشفني من سقم

**********

درة بحرية مكنونة * مازها التاجر من بين الدرر

عجبت فطمة من نعتي لها * هل يجيد النعت مكفوف البصر

أمتا بدد هذا لاعبي * ووشاحي حلة حتى انتشر

فدعيني معه يا أمتا * علنا في خلوة نقضي وطر

أقبلت مغضبة تضربها * واعتراها كجنون مستعر

بأبي والله ما أحسنه * دمع عين يغسل الكحل قصر

أيها النوام هبوا ويحكم * واسألوني اليوم ما طعم السهر

**********

أبيت أرمد ما لم أكتحل بكم * وفي اكتحالي بكم شاف من الرمد

رقت لكم كبدي حتى لو أنكم * تهوون ألا أريد العيش لم أرد

كأن قلبي إذا ذكراكم عرضت * من سحر هاروت أو ماروت في عقد

ما هبت الريح من تلقاء أرضكم * إلا وجدت لها بردا على كبدي

**********

وذات دل كأن البدر صورتها * باتت تغني عميد القلب سكرانا

إن العيون التي في طرفها حور * قتلنا ثم لم يحيين قتلانا

فقلت أحسنت يا سؤلي ويا أملي * فأسمعيني جزاك الله إحسانا

يا حبذا جبل الريان من جبل * وحبذا ساكن الريان من كانا

قالت فهلا فدتك النفس أحسن من * هذا لمن كان صب القلب حيرانا

يا قوم أدنى لبعض الحي عاشقة * والأذن تعشق قبل العين أحيانا

فقلت أحسنت أنت الشمس طالعة * أضرمت في القلب والأحشاء نيرانا

**********

ذو الرمة

أَمَا أنْتَ عَنْ ذِكْرَاكَ مَيَّةَ مُقْصِرُ * وَلاَ أَنْتَ ناسي العَهْدَ منها فتذكر

تَهِيمُ بِهَا مَا تَسْتَفِيقُ ودُونَهَا * حِجَاب وَأبْوابٌ وَسِتْرٌ مُسَتَّرُ

**********

عروة بن أذينة

عَلَقْتُكِ ناشِئاً حتَّى * رأَيتِ الرَّأْسَ مِبْيَضَّا

على يُسْرٍ وإعْسارٍ * وفَيْض نَوالِكم فَيْضا

أَلا أَحْبِبْ بأَرضٍ كنـ * ـتِ تَحْتَلِّينَها أَرضا

وأَهُلكِ حبَّذا ما هُمْ * وإِنْ أَبْدَوا لِيَ البُغْضا

**********

يزيد بن معاوية

سألتها الوصل قالت لا تغر بنا * من رام منا وصالا مات بالكمد

كم قتيل لنا مات جوى * من الغرام ولم يبدئ ولم يعد

فقلت استغفر الرحمن من زلل * إن المحب قليل الصبر والجلد

خلفتني طريحا وهي قائلة * تأملوا كيف فعل الظبي بالأسد

**********

نالت على يدها ما لم تنله يدي * نقشا على معصم أوهت به جلدي

كأنه طرق نمل في أناملها * أو روضة رصعتها السحب بالبرد

وقوس حاجبها من كل ناحية * ونبل مقلتها ترمي به كبدي

مدت مواشطها في كفها شركا * تصيد قلبي به من داخل الجسد

أنيسه لو رأتها الشمس ما طلعت * من بعد رؤيتها يوما على أحد

سألتها الوصل قالت : لا تغز بنا * من رام منا وصالا مات بالكمد

فكم قتيل لنا بالحب مات جوى * من الغرام ولم يبدئ ولم يعد

فقلت : استغفر الرحمن من زلل * إن المحب قليل الصبر والجلد

قد خلفتني طريحا وهي قائلة * تأملوا كيف فعل الظبي بالأسد

قالت لطيف خيال زارني ومضي : * بالله صفه ولا تنقص ولا تزد

فقال : خلفته لو مات من ظمأ * وقلت : قف عن ورود الماء لم يرد!

قالت : " صدقت الوفا في الحب شيمته " * يا برد ذاك الذي قالت على كبدي

واسترجعت سألت عني فقيل لها : * ما فيه من رمق دقت يدا بيد

وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت * وردا وعضت على العناب بالبرد

وأنشدت بلسان الحال قائلة * من غير كره ولا مطل ولا مدد

والله ما حزنت أخت لفقد أخ * حزني عليه ولا أم على ولد

إن يحسدوني على موتي فوا أسفي * حتى على الموت لا أخلو من الحسد
__________________
أبو تمام

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى * ما الحب إلا للحبيب الأول

كم منزل في الأرض يألفه الفتى * وحنينه أبدا لأول منزل

**********

مروان بن عبدالرحمن الناصر

غصن يهتز في دعص نقا * يجتني منه فؤادي حرفا

طلع الحسن لنا من وجهه * قمرا ليس يرى ممحقا

ورنا عن طرف ريم أحور * لحظه سهم لقلبى فوقا

باسم عن عقد در خلته * سلبته لثتاه العنقا

سال لأم الصدغ في صفحته * سيلان التبر وافي الوراقا

فتناهى الحسن فيه إنما * يحسن الغصن إذا ما أورقا

رق منه الخصر حتى خلته * من نحول شفة قد عشقا

وكأن الردف قد تيمه * فغدا فيه معنى قلقا

ناحلا جاور منه ناعما * كحبيبي ظل لي معتنقا

عجبا إذ أشبهانا كيف لم * يحدثا هجرا ولم يفترقا

**********

أبي إسحاق بن موسى

غرتني بجيش من محاسن وجهها * فعبى لها طرفي ليدفع عن قلبي

فلما التقى الجيشان أقبل طرفها * يريد اغتصاب القلب قسرا على الحرب

ولما تجارحنا بأسياف لحظنا * جعلت فؤادي في يديها على العضب

وناديت من وقع الأسنة والقنا * على كبدي يا صاح مالي وللحب

فصرت صريعا للهوى وسط عسكر * قتيل عيون الغانيات بلا ذنب

**********

العرجي

أَقُولُ غَدَاةَ اسْتَقَلَّ الجَمِيـ * ـعُ والعَيْنُ مِنْ بَيْنِهِمْ تَسْفَحُ

كَدَفْعِ دَوَالِجَ منْ أُكْرَةٍ * مَوَاهِبَ جَمٌّ لَهَا المَنْضَحُ

أُكَفْكِفُها جَاهِداً عَنْهُمُ * وَتَغْلِبُ صَبْرِي فما تَنْشَحُ

إذا نَقَص الحَزْنُ من مَائِها * غَطَا مَدُّ جَيَّاشِهِ يَطْفَحُ

أتَصْبِر للبَيْنِ أمْ تَنْتَحِي * لِسَلْمَى فَذَاكَ إذَنْ أَرْوَحُ

فَلَلصَّبْرُ عِنْدَ انْفِتالِ الزَّمَان * ِ بالمَرْءِ فِيما رَجَا أَنْجَحُ

أطَاعُوا بهِجْرانِكَ الكَاشِحينَ * وَقِدْماً أُطِيعَ بِكَ الكُشَّحُ

فَسَوْفَ إذا فَكَّرُوا يَعْلَمُونَ * أَجَيْبُكَ أَمْ جَيْبُهُ أَنْصَحُ

وَمَنْ هُوَ في قَوْلِهِ صَادِقٌ * وَمَنْ أَمْرُهُ مُبْرَمٌ مُوجَحُ

فَكَادَ لِمَوْعِظَتي يَرْعَوِي عَن * الجَهْلِ والمُرْعَوِي المُفْلِحُ

فَأَدْرَكَهُ مِنْ هَوَى تُكْتَم * عَقَابِيلُ أَهْوَنُهَا يَجْرَحُ

**********

لِقَلْبٍ بِهِ قَرْحَةٌ مِنْهُمُ * ألاّ إنَّهُمُ رُبَّما أَقْرَحُوا

عَلَيْكَ فإن يُصْبِحُوا أَفْسَدُوا * مِنَ امْرِكَ مَا قَبْلَهُ أَصْلَحُوا

مِنَ الآنِ فاتْرُكْ طِلابَ الَّذي * تَوَلَّى مِنَ الـأَمْرِ إِذْ أصْبَحُوا

وَلا تَبْتَئِسْ بِهِمْ أَنْ جَرَى * عَدُوٌّ بِأَمْرٍ فَلَمْ يَسْجَحُوا

**********

الوليد بن يزيد

يا سُلَيْمَى يا سُلَيْمَى * كُنْتِ للقَلْبِ عَذَابا

يا سُلَيْمَى ابْنَةَ عَمِّي * بَرَدَ اللَّيْلُ وَطَابا

أَيُّمَا واشٍ وَشَى بِي * فامْلـأي فاهُ تُرابا

رِيقُها في الصُّبْحِ مِسْكٌ * باشَرَ العَذْبَ الرُّضَابا

**********

أَضْحَى فؤادُكَ يا وَليدُ عَميدا * صَبّاً كَليماً للحِسانِ صَيُودا

من حُبِّ واضحَةِ العوارضِ طَفْلَة * ٍ بَرَزَتْ لنا نحو الكنيسةِ عيدا

ما زِلْتُ أرمُقُها بعَيْنَي وَامِقٍ * حتّى بَصِرْتُ بها تُقَبِّل عُودا

عُودَ الصليبِ فَوَيْحَ نَفْسِي مَنْ * رَأَى منكُمْ صليباً مِثْلَهُ مَعْبُودَا

فسألْتُ رَبِّي أنْ أكونَ مكانَهُ * وأكون في لَهَبِ الجَحِيم وَقُودا
__________________
لمن الشُّمُوسُ عزيزَةُ الـأَحداج * يَطْلُعنَ بينَ الوشْيِ والدِّيباج

مِنْ كلّ فائِقةِ الجمال كَدُميَةٍ * من لؤْلُؤٍ قدْ صُوِّرَتْ في عاج

تمشي وَتُرفِلُ في الثِّيابِ كأَنَّها * غُصْنٌ تَرَنَّحَ في نَقاً رجَّراج

حفَّتْ بهن مَناصلٌ وذَوابلٌ * ومَشَتْ بهنَّ ذَواملٌ وَنواجي

فيهن هَيفاءُ القَوامِ كأَنها * فُلكٌ مُشرَّعةٌ على الـأَمواج

خطَفَ الظَّلامُ كسارقٍ من شعرها * فكأَنَّما قرَنَ الدُّجى بدَياجي

أبْصَرْتُ ثمَّ هَويتُ ثمَّ كَتَمْتُ ما * أَلقى وَلمْ يَعْلَمْ بذَاكَ مُناجي

فوَصلْتُ ثمَّ قَدَرْتُ ثمَّ عَفَفْتُ من * شرَفٍ تناهى بي إلى الإنضاج

**********

لِمَنْ طَللٌ بوَادِي الرَّمْلِ بالي * مَحتْ آثارَهُ ريحُ الشمالِ

وَقَفتُ به وَدَمْعي مِنْ جُفُوني * يَفيضُ على مَغانيهِ الخَوالي

أُسائِلُ عَنْ فَتاةِ بني قُرادٍ * وعنْ أتْرابها ذَاتِ الجمال

وكَيفَ يُجيبني رَسْمٌ مُحيلٌ * بعيدٌ لا يَرُدُّ على سُؤَالي

إذا صاحَ الغُرابُ به شجاني * وأجرى أدْمُعي مِثلَ اللآلي

وأخبرني بأَصْنافِ الرَّزايا * وبالـهِجْرانِ منْ بعد الوصال

غُرابَ البيْنِ ما لكَ كلَّ يوْمٍ * تُعاندُني وقد أشغلْتَ بالي

كأَنِّي قد ذَبحتُ بحدِّ سيْفي * فراخَكَ أوْ قَنَصْتُكَ بالحبال

وخبّرْ عنْ عُبيْلةَ أَيْنَ حلّت * وما فعلتْ بها أيدِي اللَّيالي

أنا دَمْعي يَفيضُ وأَنْتَ باكٍ * بلاَ دَمْعٍ فذَاكَ بُكاءُ سالِ

لَحى اللـه الفِراقَ ولاَ رَعاهُ * فَكَمْ قدْ شَكَّ قلبي بالنّبال

أُقاتِلُ كلَّ جبَّارٍ عَنيدٍ * ويَقْتُلْني الفِراقُ بلا قِتالِ

**********

سلا القلب عما كان يهوى ويطلب * وأصبح لا يشكو ولا يتعتب

صحا بعد سكر وانتخى بعد ذلة * وقلب الذي يهوى العلا يتقلب

إلى كم أداري من تريد مذلتي * وأبذل جهدي في رضاها وتغضب

عبيلة أيام الجمال قليلة * لها دولة معلومة ثم تذهب

فلا تحسبي أني على البعد نادم * ولا القلب في نار الغرام معذب

وقد قلت إني قد سلوت عن الهوى * ومن كان مثلي لا يقول ويكذب

هجرتك فامضي حيث شئت وجربي * من الناس غيري فاللبيب يجرب

لقد ذل من أمسي على ربع منزل * ينوح على رسم الديار ويندب

وقد فاز من في الحرب أصبح جائل * يطاعن قرنا والغبار مطنب

نديمي رعاك الله قم عن لي على * كؤوس المنايا من دم حين أشرب

ولا تسقني كأس المدام فإنها * يضل بها عقل الشجاع ويذهب

**********

قيس بن الخطيم

رَدَّ الخَلِيطُ الجِمَالَ فانْصَرَفُوا * ماذَا عَلَيْهِمْ لَوَ انّهُمْ وَقَفُوا

لَوْ وَقَفُوا ساعةً نُسَائلُهُمْ * رَيْثَ يُضَحّي جِمَالَهُ السَّلَفُ

فِيهِمْ لَعُوبُ العِشاء آنِسَهُ الـ * ـدَّلّ، عَرُوبٌ يَسُوءُها الخُلُفُ

بَيْنَ شُكولِ النّساء خِلْقَتُها * قَصْدٌ، فَلا جَبْلَةٌ وَلا قَضَفُ

تَنامُ عَنْ كُبْرِ شَأنِها فإذا * قَامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ

حَوْراءُ جَيْداءُ يُسْتَضاء بها * كأنّها خُوطُ بَانَةٍ قَصِفُ

تَمْشي كمَشْيِ الزَّهراء في دَمَثِ الـ * ـرَّمْلِ إلى السّهْلِ دونَهُ الجُرُفُ

ولا يَغِثُّ الحَدِيثُ ما نَطَقَتْ * وَهْوَ بِفِيها ذُو لَذَّةٍ طَرِفُ

تَخْزُنُهُ وَهْوَ مُشْتَهًى حَسَنٌ * وَهْوَ إذا ما تَكَلّمَتْ أُنُفُ

يا عبلَ لولا الخيالُ يطرقُني * قضيْتُ لَيلي بالنوحِ والسَّهَرِ

يا عبلَ كَمْ فِتْنةٍ بَليتُ بها * وخُضتُها بالمُهنَّدِ الذَّكر

والخيلُ سُودُ الوجوه كالحةٌ * تخوضُ بحْرَ الـهلاَكِ والخطَر

أُدَافعُ الحادثاتِ فيكِ ولاَ * أُطيق دفعَ القَضاءِ والقَدَرِ

بَلْ لَيْتَ أهْلي وأهْلَ أَثْلَةَ في * دارٍ قَرِيبٍ مِنْ حَيْثُ تَخْتَلِفُ

أَيْهاتَ مَنْ أهْلُهُ بِيَثْرِبَ قَدْ * أمْسَى وَمَنْ دُونَ أهْلِهِ سَرِفُ

يا رَبِّ لا تُبْعِدَنْ دِيارَ بَني * عُذْرَة حَيْثُ انصرَفْتُ وانصرَفوا

أبْلِغْ بَني جَحْجَبَى وَقَوْمَهُمُ * خَطْمَةَ أنّا وَرَاءهُمْ أُنُفُ

وأنّنا دُونَ ما يَسومُهُمُ الـأعـ * ـداءُ مِنْ ضَيْمِ خُطّةٍ نُكُفُ

نَفْلي بِحَدّ الصَّفِيحِ هامَهُمُ * وَفَلْيُنا هَامَهُمْ بِنا عُنُفُ

**********

قيس بن الملوح

تذكرت ليلى والسنين الخواليا * وأيام لا تخشى على اللهو ناهيا

ويوم كظل الرمح قصرت ظله * بليلى فلهاني وما كنت ناسيا

" بتمدين " لاحت نار ليلى وصحبتي * " بذات الغضى " نزجي المطي النواجيا

فقال بصير القوم ألمحت كوكبا * بدا في سواد الليل فردا يمانيا

فقلت له : بل نار ليلى توقدت * " بعليا " تسامى ضوؤها فبدا ليا

فليت ركاب القوم لم تقطع الغضى * وليت " الغضى " ما شى الركاب لياليا

فيا ليل كم من حاجة لي مهمة * إذا جئتكم بالليل لم أدر ما هيا

خليلي إن لا تباكياني ألتمس * خليلا إذا أنزفت دمعي بكي ليا

فما أشرف الأيفاع إلا صبابة * ولا أنشد الأشعار إلا تداويا

وقد يجمع الله الشتيتين بعدما * يظنان كل الظن أن لا تلاقيا

**********

قيس بن ذريح

عفا سرف من أهله فسراوع * فجنبا أريك فالتلاع الدوافع

لعل لبيني أن يحم لقاؤها * ببعض البلاد إن ما حم واقع

بجزع من الوادي خلا عن أنيسه * عفا وتخطته العيون الخوادع

ولما بدا منها الفراق كما بدا * بظهر الصفا الصلد الشقوق الشوائع

تمنيت أن تلقي لبيناك والمنى * تعاصيك أحيانا وحينا تطاوع

وما من حبيب وامق لحبيبه * ولا ذي هوى إلا له الدهر فاجمع

وطار غراب البين وانشقت العصا * ببين كما شق الأديم الصوانع

ألا يا غراب البين قد طرت بالذي * أحاذر من لبني فهل أنت واقع!

وإنك لو أبلغتها قليلك : اسلمي * طوت حزنا وارفض منها المدامع

أتبكي على لبني وأنت تركتها * وكنت كآت غيه وهو طائع

فلا تبكين في إثر شئ ندامة * إذا نزعته من يديك النوازع

فليس لأمر حاول الله جمعه * مشت ولا ما فرق الله جامع

طمعت بلبني أن تريع وإنما * تقطع أعناق الرجال المطامع

كأنك لم تقنع إذا لم تلاقها * وإن تلقها فالقلب راض وقانع

فيا قلب خبرني إذا شطت النوى * بلبني وصدت عنك ما أنت صانع

أتصبر للبين المشت مع الجوى * أم أنت امرؤ ناسي الحياء فجازع

فما أنا إن بانت لبيني بهاجع * إذا ما استقلت بالنيام المضاجع

وكيف ينام المرء مستشعر الجوى * ضجيع الأسى فيها نكاس روادع

فلا خير في الدنيا إذا لم تواتنا * لبيني ولم يجمع لنا الشمل جامع

أليست لبين تحت سقف يكنها * وإياي هذا إن نأت لي نافع

ويلبسنا الليل البهيم إذا دجا * ونبصر ضوء الصبح والفجر ساطع

تطاتحت رجليها بساطا وبعضه * أطاه برجلي ليس يطويه مانع

وأفرح إن أمست بخير وإن يكن * بها الحدث العادي توعني الروائع

كأنك بدع لم تر الناس قبلها * ولم يطلعك الدهر فيمن يطالع

فقد كنت أبكي والنوى مطمئنة * بنا وبكم من علم ما البين صانع

وأهجركم هجر البغيض وحبكم * على كبدي منه كلوم صوادع

فواكبدي من شدة الشوق والأسى * وواكبدي إني إلى الله راجع

وأعجل للإشفاق حتى يشفني * مخافة وشك البين والشمل جامع

وأعمد للأرض التي من ورائكم * لترجعني يوما إليك الرواجع

فيا قلب صبرا واعترافا لما ترى * ويا حبها قع بالذي أنت واقع

لعمري لمن أمسى وأنت ضجيعة * من الناس ما اختيرت عليه المضاجع

ألا تلك لبنى قد تراخى مزارها * وللبين غم ما يزال ينازع

إذا لم يكن إلا الجوى فكفى به * جوى خزق قد ضمنتها الأضالع

أبائنة لبنى ولم تقطع المدى * بوصل ولا صرم فييأس طامع

يظل نهار الوالهين نهاره * وتهدنه في النائمين المضاجع

سواء فليلي من نهاري وإنما * تقسم بين الهالكين المصارع

ولولا رجاء القلب أن تسعف النوى * لما حملته بينهن الأضالع

له وجبات إثر لبنى كأنها * شقائق برق في السحاب لوامع

نهاري نهار الناس حتى إذا دجا * لي الليل هزتني إليك المضاجع

أقضي نهاري بالحديث وبالمنى * ويجمعني والهم بالليل جامع

لقد ثبتت في القلب منك مودة * كما تثبتت في الراحتين الأصابع

أبى الله أن يلقى الرشاد متيم * ألا كل أمر حم لابد واقع

هما برحا بي معولين كلاهما * فؤاد وعين جفنها - الدهر - دامع

إذا نحن أنفدنا البكاء عشية * فموعدنا قرن من الشمس طالع

وللحب آيات تبين بالفتى * شحوب وتعرى من يديه الأشاجع

وما كل ما منتك نفسك خاليا * تلاقي ولا كل الهوى أنت تابع

تداعت له الأحزان من كل وجهة * فحن كما حن الظؤار السواجع

وجانب قرب الناس يخلو بهمه * وعاوده فيها هيام مراجع

أراك اجتنبت الحي من غير بغضة * ولو شئت لم تجنح إليك الأصابع

كأن بلاد الله ما لم تكن بها * وإن كان فيها الخلق قفر بلاقع

ألا إنما أبكي لما هو واقع * وهل جزع من وشك بينك نافع

أحال على الدهر من كل جانب * ودامت فلم تبرح على الفجائع

فمن كان محزونا غدا لفراقنا * فملآن فليبك لما هو واقع
________________________________________
إذا الريحُ هبَّتْ منْ ربى العلم السعدي * طَفا برْدُها حرَّ الصبابةِ والوَجدِ

وذكَّرني قوْماً حَفِظتُ عهُودَهُمْ * فما عَرفُوا قَدري ولاَ حَفِظُوا عهدي

ولولاَ فتاةٌ في الخيامِ مُقيمَةٌ * لما اختَرْتُ قربَ الدَّار يوماً على البعدِ

مُهفْهَفةٌ والسِّحرُ من لَحظاتها * إذا كلَّمتْ ميْتاً يقُوم منَ اللَّحْدِ

أشارتْ إليها الشَّمْسُ عِنْد غرُوبها * تقُول: إذا اسودَّ الدُّجى فاطْلعي بعدي

وقال لـها البدْرُ المنير ألاَ اسْفري * فإنَّك مثْلي في الكَمال وفي السَّعْدِ

فوَلّتْ حياءً ثم أَرْخَتْ لِثامَها * وقد نثرَتْ منْ خَدِّها رطِبَ الورْد

وَسَلَّتْ حُساماً من سَواجي جفُونها * كسيْفِ أبيها القاطع المرهفِ الحدّ

تُقاتلُ عيناها به وَهْوَ مُغمدٌ * ومنْ عَجبٍ أنْ يَقْطع السَّيْفُ في الغِمْدِ

مُرنِّحةُ الـأَعطاف مَهْضومةُ الحَشا * منَعَّمة الـأَطْرافِ مائسة القَدِّ

يبيتُ فُتاتُ المسْكِ تحتَ لثامها * فيزدادُ منْ أنْفاسها أرَجُ النَّدِّ

ويطْلُع ضَوءُ الصبْح تَحتَ جَبينها * فيغْشاهُ ليلٌ منْ دجى شَعرها الجَعد

وبين ثناياها إذا ما تَبسَّمتْ * مديرُ مُدامٍ يَمزجُ الرَّاحَ بالشَّهد

شكا نَحْرُها منْ عِقدها متظلِّماً * فَواحَربا منْ ذلكَ النَّحْر والعقْدِ

فهلْ تسمَحُ الـأَيامُ يا ابْنةَ مالكٍ * بوَصْلٍ يُدَاوي القَلْبَ منْ ألم الصَّدِّ

سأَحْلُم عنْ قومي ولو سَفكوا دمي * وأجرعُ فيكِ الصَّبرَ دونَ الملا وحدي

وحَقّكِ أَشْجاني التَّباعدُ بعدكم * فهل أنتمُ أشْجاكُم البُعدُ منْ بعدي

حَذِرْتُ من البيْن المفرِّق بيْننا * وقد كانَ ظنِّي لا أُفارقكمْ جَهدي

فإنْ عاينت عيني المَطايا وركْبها * فرشتُ لدَى أخْفافها صَفحةَ الخدّ

**********

لعُوبٌ بأَلْبابِ الرّجال كأَنَّها * إذا أَسْفَرَتْ بَدْرٌ بدا في المَحَاشِدِ

شَكَتْ سَقَماً كيْما تُعَادَ وما بها * سِوَى فَتْرةِ العيْنَين سقْمٌ لِعائِدِ

منَ البيض لا تلْقاكَ إلاَّ مَصونَةً * وتمْشي كَغُصْنِ البانِ بينَ الولائِدِ

كأَنَّ الثُّريَّا حينَ لاحَتْ عَشيَّةً * على نَحْرِها مَنْظُومَةٌ في القَلائِدِ

منَعَّمةُ الـأَطْرافِ خَوْدٌ كأَنَّها * هِلالٌ على غُصْنٍ من البانِ مائِدِ

حَوَى كلَّ حُسْنٍ في الكَوَاعِبِ شَخْصُها * فليْسَ بها إلاَّ عُيوبُ الحَواسد

إذا كانَ دمْعي شاهدي كيفَ أجْحَدُ * ونارُ اشْتياقي في الحَشا تَتَوَقَّد

وهيْهاتَ يَخْفى ما أُكِنُّ مِنَ الـهَوَى * وثَوْبُ سَقامي كلَّ يوْمٍ يُجدَّدُ

أُقاتِلُ أشواقي بصبْري تجلّداً * وقَلبيَ في قَيْدِ الغَرامِ مُقَيَّد

إلى اللـه أشكُو جَوْرَ قَوْمي وظُلْمَهُمْ * إذا لم أجِدْ خِلاً على البُعد يَعْضُدُ

خَليلَيَّ أمسى حُبُّ عبلةَ قاتِلي * وبأْسِي شديدٌ والحُسامُ مُهَنَّدُ

حَرامٌ عليّ النَّوْمُ يا ابنَةَ مالكِ * ومَنْ فَرْشُهُ جمْرُ الغَضا كيْف يَرْقُدُ

سأَنْدبُ حتى يَعْلَم الطَّيْرُ أنني * حَزينٌ ويَرْثي لي الحمامُ المغَرِّدُ

وأَلثِمُ أرْضاً أنْتِ فيها مقيمَةٌ * لَعَلَّ لَهيبي مِنْ ثرى الـأَرضِ يَبْرُدُ

رَحَلْتِ وقلْبي يا ابْنَةَ العمِّ تائهٌ * على أثَرِ الـأَظْعَانِ للرِّكْب يَنْشدُ

لئنْ تَشْمَتِ الـأَعداءُ يا بنْتَ مالكٍ * فإن ودادي مثْلما كانَ يُعهَدُ

**********

ذَنبي لِعبْلةَ ذنبٌ غير مغتفرِ * لمّا تَبلَّجَ صبُح الشَّيبِ في شعري

رَمتْ عُبيلةُ قلْبي من لواحِظِها * بكُلِّ سهْم غريق النَّزعْ في الحَوَرِ

فاعْجب لـهنّ سهاماً غيْرَ طائِشَةٍ * من الجفُونِ بلا قوْسٍ ولا وَتَرِ

كم قد حفِظْتُ ذمامَ القوم من ولَهٍ * يَعْتادني لبناتِ الدَّلِّ والخَفَرِ

مُهفْهفاتٍ يَغارُ الغُصنُ حين يَرَى * قدودَها بيْنَ مَيَّادٍ ومنْهصر

يا منْزلاً أدْمعي تجري عليهِ إذا * ضَنَّ السَّحابُ على الـأَطْلال بالمطر

أرضُ الشَّربَّةِ كم قضَّيت مُبتهجاً * فيها مَعَ الغيدِ والـأَتْرابِ من وَطَرِ

أيّامَ غُصْنُ شَبابي في نعُومتِهِ * ألْهُو بما فيهه من زهرٍ ومن أَثرِ

في كلِّ يومٍ لنا من نَشْرها سَحَراً * ريحٌ شَذَاها كنَشْر الزّهر في السَّحر

وكلُّ غصنٍ قويمٍ راق منْظرهُ * ما حَظُّ عاشِقها مِنْه سوى النَّظرِ

أخْشى عليها ولَوْلا ذاكَ ما وَقَفَتْ * ركائبي بينَ وِرْدِ العَزْمِ والصَّدَرِ

كلاّ ولاَ كُنْتُ بَعد القُرْبِ مُقْتنِعاً * منها على طولِ بُعْدِ الدَّار بالخبر

هُمُ الـأَحبَّةُ إنْ خانُوا وإنْ نَقَضوا * عَهدي فما حُلْتُ عَنْ وَجْدي ولا فِكري

أَشكُو منَ الـهَجر في سِرٍّ وفي عَلَنٍ * شكْوَى تُؤَثرُ في صلْدِ منَ الحجر

**********

زارَ الخيالُ خيالُ عَبلَةَ في الكَرى * لمُتيِّم نشوانَ محلولِ العُرى

فنهضتُ أشكُو ما لَقيتُ لبُعدها * فتنفَّسَتْ مِسكاً يخالطُ عَنْبَرا

فضَممتُها كيما أقبِّلَ ثغرَها * والدَّمعُ منْ جَفنيَّ قد بلَّ الثرى

وكشفتُ بُرقُعَها فأَشرَقَ وجهُها * حتى أعادَ اللَّيلَ صُبحاً مُسفِراً

عربيَّةٌ يهْتزُّ لِينُ قوَامِها * فيخالُه العشَّاقُ رُمحاً أسمرا

محجوبةٌ بصَوارمٍ وَذَوابلٍ * سمرٌ ودُونَ خبائها أسدُ الشَّرى

يا عَبلَ إنَّ هَواكِ قد جازَ المَدى * وأنا المُعنَّى فيكِ منْ دُون الورى

يا عَبلَ حبُّكِ في عِظامي مَعَ دَمي * لمَّا جرت روحي بجمسي قدْ جرَى

وَلقد عَلِقْتُ بذَيلِ مَنْ فَخُرتْ به * عَبْسٌ وَسيْفُ أبيهِ أفنى حِمْيَرا

يا شأْسُ جرْني منْ غرامٍ قاتلٍ * أبداً أزيدُ بهِ غراماً مُسْعرا

يا شأسُ لولاَ أنّ سلْطانَ الـهوى * ماضي العَزِيمةِ ما تملّكَ عنتَرا

**********

سأُضْمِرُ وجدي في فؤَادي وأكْتُم * وأَسْهرُ ليلي والعواذلُ نوَّمُ

وأطْمعُ من دَهري بما لا أنالـهُ * وألزمُ منه ذُلَّ منْ ليسَ يرْحمُ

وأَرجو التَّداني منكِ يا ابنةَ مالكٍ * ودونَ التَّداني نارُ حَرْبٍ تُضَرَّمُ

فَمُنِّي بطيْفٍ من خيالِكِ واسأَلي * إذا عادَ عني كيفَ باتَ المتيَّمُ

ولا تَجْزَعي إنْ لَجَّ قوْمُكِ في دَمي * فما لي بعْدَ الـهجرِ لَحمٌ ولا دَمُ

ألم تسْمعي نَوْحَ الحمائِم في الدجى * فمنْ بَعضِ أشْجاني وَنَوْحي تعلّموا

ولم يبْقَ لي يا عبلَ شخْصٌ معَرَّفٌ * سوى كبدٍ حَرَّى تذوبُ فأَسقمُ

وتلكَ عِظامٌ بالياتٌ وأَضْلعٌ * على جلدِها جيْشُ الصُّدودِ مخيِّمُ

وإنْ عشْتُ منْ بَعد الفراقِ فما أنا * كما أدَّعي أني بعبلةَ مُغْرَمُ

وإنْ نامَ جفني كانَ نوْمي عُلاَلةً * أقولُ: لعلَّ الطَّيْفَ يأْتي يُسلِّمُ

أَحِنُّ إلى تلكَ المنازلِ كلّما * غدَا طائرٌ في أيكَةٍ يترَنَّمُ

بكيتُ من البيْنِ المُشِتِّ وإنني * صبُورٌ على طعْن القَنا لو عَلمتُمُ
__________________
عنترة بن شداد

بَرْدُ نَسيم الحجاز في السَّحَرِ * إذا أتاني بريحهِ العطِرِ

ألذُّ عندي مِمَّا حَوتْهُ يدي * مِنَ اللآلي والمالِ والبِدَر

ومِلْكُ كِسْرَى لا أَشتَهيه إذا * ما غابَ وجهُ الحبيبِ عنْ نظري

سقى الخِيامَ التي نُصبْنَ على * شربَّةِ الـأُنسِ وابلُ المطر

منازلٌ تَطْلعُ البدورُ بها * مبَرْقعاتٍ بظُلمةِ الشَّعر

تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ وَهْيَ لاهِيَةٌ * كأنّما شَفَّ وَجْهَها نُزُفُ

بيضٌ وسُمْرٌ تَحْمي مَضاربَها * أساد غابٍ بالبيضِ والسُّمر

صادتْ فُؤادي مِنهُنَّ جاريةٌ * مكْحولةُ المقْلتين بالحور

تريكَ مِنْ ثغرِها إذا ابتَسمت * كأسَ مُدامٍ قد حُفَّ بالدُّررِ

أعارت الظَّبيَ سِحرَ مقْلتها * وباتَ ليثُ الشَّرَى على حذَر

خودٌ رداحٌ هيفاءُ فاتِنةٌ * تُخجلُ بالحُسنِ بهجةَ القمر

يا عبلَ نارُ الغرام في كَبدي * ترمي فؤَادي بأَسْهُم الشرر

**********

إن طيف الخيال يا عبل يشفي * ويداوي به فؤادي الكئيب

وهلاكي في الحب أهون عندي * من حياتي إذا جفاني الحبيب

يا نسيم الحجاز لولاك تطفا * نار قلبي أذاب جسمي اللهيب

لك منى إذا تنفست حر * ولرياك من عبيلة طيب

ولقد ناح في الغصون حمام * فشجاني حنينه والنحيب

بات يشكو فراق إلف بعيد * وينادي أنا الوحيد الغريب

يا حمام الغصون لو كنت مثلي * عاشقا لم يرقك غصن رطيب

فاترك الوجد والهوى لمحب * قلبه قد أذابه التعذيب

كل يوم له عتاب مع الدهر * وأمر يحار فيه اللبيب

وبلايا ما تنقضي ورزايا * ما لها من نهاية وخطوب

**********

أشاقك من عبل الخيال المبهج * فقلبك منه لاعج يتوهج

فقدت التي بانت فبت معذبا * وتلك احتواها عنك للبين هودج

كأن فؤادي يوم قمت مودعا * عبيلة مني هارب يتمعج

خليلي ما أنساكما بل فداكما * أبي وأبوها أين أين المعرج

الماء بماء الدحرضين فكلما * ديار التي في حبها بت ألهج

ديار لذات الخدر عبلة أصبحت * بها الأربع الهوج العواصف ترهج

الا هل ترى إن سط عني مزارها * وأزعجها عن أهلها الآن مزعج

فهل تبلغني دارها شدنية * هملعة بين القفار تهملج

******
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mazika1one.mam9.com
 
مجموعة من افضل الشعراء واجمل واروع ما كتبو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حصريا هشام الجخ وقصيده الرساله الاخيرة من برنامج امير الشعراء ونسخه TVRip وتحميل مباشر
» حصريا: تحميل اروع واجمل 10 أهداف في دوري ابطال اوروبا 2010\11 على أكثر من سيرفر
» حصريا البوم NRJ Dance 2011 واجمل واقوي اغاني البوب والدانس لعام الجديد علي اكثر من سيرفر
» مجموعة متنوعة من الالعاب الجميلة والخفيفة
» مجموعة متنوعة من الالعاب الجميلة والخفيفة 2011

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
αℓ _ αнℓαм :: منتديات التعارف والحب والرومانسية :: الحب و الرومانسية-
انتقل الى: